تعد البرتغال من أكثر الدول الأوروبية تخريجاً للمواهب الكروية على
مستوى العالم، حتى باتت تلقب ببرازيل أوروبا، ذلك أن اللاعبين البرتغاليين يتمتعون
بمهارات عالية إضافة إلى السرعة والجودة الكروية في أقدامهم، ومن منا لا يتذكر
الفهد أوزيبيو اللاعب البرتغالي الذي لم يتكرر، وكذلك روي كوستا ساحر التمريرات
الحاسمة ولويس فيغو، ونونو غوميش، والرسام ديكو، وناني وغيرهم الكثير، ووكل جيل
يمتلك الجيل الحالي من منتخب البرتغال مجموعة قوية من اللاعبين القادرين على جعل
منتخب البرتغال يرغب بحلم تحقيق كأس العالم 2022 في قطر، وهو ما أكده مدرب المنتخب
البرتغالي فيرناندو سانتوس عقب تأهل المنتخب البرتغالي إلى نهائيات كأس العالم
2022 بعد الفوز على منتخب مقدونيا في الملحق الأوروبي.
تاريخ المنتخب البرتغالي (برازيل أوروبا) وأهم انجازاته:
تأسس اتحاد كرة القدم في البرتغال عام 1914 في حين كانت أول مباراة للمنتخب البرتغالي عام 1921 أمام المنتخب الاسباني، حيث انتهت هذه المباراة بفوز اسبانيا بنتيجة 3-1، وقد استطاع منتخب البرتغال الوصول إلى نهائيات كأس العالم في سبع مناسبات كان أولها عام 1966 والتي كانت أفضل إنجازاته حيث حقق المركز الثالث في هذه البطولة، في حين لم يغب المنتخب البرتغالي عن نهائيات كأس العالم منذ نسخة 2022، وكانت نسخة كأس العالم عام 2006 ثاني أفضل نتائج المنتخب البرتغالي حين حقق المركز الرابع بعد الخسارة مع منخب ألمانيا صاحب الأرض بنتيجة 3-1. اقرأ أيضاً المنتخب البلجيكي نجوم بلا لقب بانتظار كأس العالم 2022
أما في بطولة أمم أوروبا شارك المنتخب البرتغالي ثمان مرات وصل خلالها
ثلاث مرات إلى النصف نهائي ومرتين إلى النهائي أولها عام 2004 في البطولة الغريبة
والتي لا يمكن نسيانها، وقد خسر أمام المنتخب اليوناني الذي حقق البطولة بنتيجة
1-0، أما في المرة الثانية كانت عام 2016 حين حقق اللقب الأول له في هذه البطولة
بقيادة النجم كرستيانو رونالدو ليكون أول لقب له مع المنتخب حين انتصر المنتخب
البرتغالي على منتخب فرنسا بنتيجة 1-0،
أما في نسخة 2020 التي حققتها إيطاليا حاز كرستيانو رونالدو الحذاء الذهبي وهداف
البطولة برصيد 5 أهداف رغم خروج المنتخب البرتغالي في المباريات الاقصائية، وهو ما
جعل العديد ترشيح منتخب البرتغال لتحقيق كأس العالم 2022، حيث حصل ذات الأمر في
أكثر من حالة، حيث حدث الأمر من قبل مع الإسباني دافيد فيا، الذي حقق لقب هداف كأس
الأمم الأوروبية 2008، برصيد 4 أهداف، وفي النسخة التالية من كأس العالم في عام
2010 ساهم في تتويج منتخب بلاده باللقب الأول في تاريخ الماتادور، على حساب هولندا
في النهائي.
وكذلك حدث ذات الأمر مع ماريو جوميز مهاجم
منتخب ألمانيا توج هدافا لكأس الأمم الأوروبية 2012 برصيد 3 أهداف متساويا مع
لاعبين آخرين منهم رونالدو وبالوتيلي وتوريس، ثم توج في النسخة التالية من كأس
العالم 2014 مع الماكينات الألمانية على حساب الارجنتين. اقرأ أيضا المنتخب الاسباني غير مرشح لنيل كأس العالم 2022
وكذلك الفرنسي أنطوان جريزمان، الذي توج هدافا لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2016 برصيد 6 أهداف، ثم ساهم في تتويج الديوك بلقب مونديال روسيا 2018 على حساب كرواتيا في النهائي.
أما في دوري الأمم الأوروبية فقد شارك منتخب البرتغال مرتين حقق اللقب
في نسخة عام 2019.
مشوار منتخب البرتغال في تصفيات كأس العالم 2022:
جاء منتخب البرتغال في المجموعة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس
العالم 2022 إلى جانب كل من صربيا وإيرلندا ولكسمبورغ وأذربيجان، حيث احتلت
المرتبة الثانية في المجموعة خلف منتخب صربيا المتأهل مباشرةً إلى نهائيات كأس
العالم، في حين ذهبت البرتغال إلى الملحق الأوروبي المؤهل بعد أن حصدت المركز
الثاني في المجموعة برصيد 17 نقطة، حيث حققت 5 انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة ضمن
منافسات المجموعة الأولى، وبالرغم من أنها حققت عدد الأكبر من الأهداف في المجموعة
برصيد 11 هدف وتلقى مرمى البرتغال ستة أهداف فقط إلا أنها لم تتصدر المجموعة.
حيث تقابلت البرتغال في الملحق الأوروبي بمنتخب تركيا واستطاعت الفوز
عليه بنتيجة 3-1 بتاريخ 24 آذار من عام 2022، لتلاقي منتخب شمال مقدونيا، الذي حقق
المفاجأة بالانتصار على المنتخب الإيطالي، ليلاقي لاحقاً المنتخب البرتغالي بتاريخ
29 آذار 2022، حيث تمكن منتخب البرتغال من الانتصار بنتيجة 2-0 وبذلك تأهلت
البرتغال إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر من خلال الملحق الأوروبي وهدفي برونو
فرنانديز في مرمى منتخب مقدونيا الشمالية.
مجموعة منتخب البرتغال في كأس العالم 2022 ومؤهلاته لتحقيق الحلم:
جاءت قرعة كأس العالم 2022 لتضع المنتخب البرتغالي على رأس المجموعة الثامنة إلى جانب كل من منتخبات غانا، والأوروغواي وكوريا الجنوبية. اقرأ أيضاً تغيير موعد انطلاق كأس العالم 2022 ولا مكان لإسرائيل في كأس العالم في قطر
قد يرى البعض أن المنتخب
البرتغالي يمتلك حظوظ كبيرة في التأهل من هذه المجموعة رفقة أسطورتهم وقائد
المنتخب كرستيانو رونالدو، إلا أن الواقع يقول بأن هذه المجموعة تحمل أحقاد الماضي
بالنسبة للمنتخب البرتغالي، فلا ينسى أصدقاء رونالدو نسخة كأس العالم 2002 في
كوريا الجنوبية واليابان حين تغلبت كوريا الجنوبية على المنتخب البرتغالي لتحرمه
من التأهل من دور المجموعات حين حل ثالثاً بعد الخسارة من كورية الجنوبية بنتيجة
1-0، كما لا ينسى البرتغاليون نسخة كأس العالم 2014 حين حرم منتخب غانا المنتخب
البرتغالي من تجاوز دور المجموعات في المباراة الأخيرة في المجموعة حين فاز
المنتخب البرتغالي الفوز بنتيجة 2-1 على غانا في حين كان منتخب البرتغال يحتاج
الفوز بأكبر عدد من الأهداف للتقدم على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية والذي
كان متعادل معه في عدد النقاط، فقد صمد أبناء القارة الإفريقية أمام المد
البرتغالي ولم يسمحوا لهم بتسجيل فارق أكبر من هدف واحد الأمر الذي حرم منتخب
البرتغال من التأهل إلى دور الـ 16، أما منتخب البارغواي فقد حرم المنتخب
البرتغالي من استكمال مشواره في كأس العالم عام 2018، حين تمكن رفاق كافاني من
الانتصار على المنتخب البرتغالي في الدور ثمن النهائي بنتيجة 2-1، مع الإشارة إلى
أن المنتخب البرتغالي لم يسبق له أن فاز على أي منتخب لاتيني في أي مباراة رسمية.
فهل تكون هذه المجموعة فرصة لرفاق رونالدو للانتقام من منتخبات
المجموعة، خاصة وأن المنتخب البرتغالي يمتلك كوكبة من النجوم المخضرمين والشباب
الموهوبين إلى جانب الأسطورة كرستيانو رونالدو وبرونو فرنانديز وبرناردو سيلفا
والحارس المخضرم ديغو كوستا حارس نادي بوردو، والمدافع بيبي، دون أن ننسى الجوهرة
السمراء وأفضل لاعب في الدوري الإيطالي والنجم القادم رفائيل لياو.
ويرى مدرب منتخب البرتغال أن المنتخب قادر على تجاوز هذه المجموعة
والمي قدماً في منافسة كأس العالم 2022، وربما تحقيق الحلم بنيل كأس العالم للمرة
الأولى في تاريخ البرتغال وهو ما يسعى إليه الأسطورة كرستيانو رونالدو في آخر نسخة
يشارك فيها في كأس العالم بعد أن بلغ 38 عام من العمر، بحيث يختم مسيرته الكروية
وكل الألقاب والأرقام القياسية بحلم كل برتغالي بشكل عام وبحلمه بشكل شخصي بتحقيق
اللقب الأغلى في العالم، فهل يتحقق ذلك؟ هذا ما ستكشفه منافسات كأس العالم 2022 في
قطر.