أكبر جريمة اقتصادية في التاريخ
هي محاولة سرقة خيرات الشعوب عبر شراء منتجاتهم قمحمهم خيرهم صناعاتهم نفطهم بورق لا تزيد قيمته عن ورق التواليت الا قليلا.نعم هذا كلام مستغرب قليلا لكنه حقيقي حيث ان كل دول العالم لديها ما يقابل قيمة العملة النقدية والورقية ذهبا في الخزنة اذا كيف تمّ خداع العالم به !
دعنا نعطي مثال توضيحي بسيط جدا عن الذهب
تخيل ان تملك هذه الاونصة ذهبا وتريد ان تسافر انها حقا مثيرة لكن مزعجة في السفر نريد البديل اخف في الحمل واسهل في السفر , نعم البديل هو ان احمل ورقة نقدية و نتفق عرفيا ان الورقة النقدية هذه تساوي الاونصة ذهبا وفي حال رجعت من السفر اذهب للبنك واعطيه الورقة النقدية المستند واحصل على الاونصة الدهبية
لكن يبقى السؤال , هل يملك العالم ذهبا يوازي عدد الدولارات الموجودة
لماذا الدولار هو مقياس الاقتصاد العالمي ؟
دعنا نتكلم عن اتفاقية برتون وودز عام ١٩٤٤م
تلك الاتفاقية التي جعلت الدولار هو المعيار النقدي الدولي لكل عملات العالم حيث تعهدت الولايات المتحدة الامريكية بموجب تلك الاتفاقية وأمام دول العالم بانها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات
وتنص الاتفاقية على أن من يسلم أمريكا 35 دولارًا تسلمه أمريكا أوقية من الذهب.
أي : إنك إذا ذهبت إلى البنك المركزي الأمريكي بإمكانك استبدال ٣٥(35) دولارًا بأونصة من الذهب، والولايات المتحدة الأمريكية تضمن لك ذلك
وحينها صار الدولار يُسمّى (عملة صعبة) واكتسب ثقة دولية، وذلك لاطمئنان الدول لوجود تغطيته له من الذهب
فقامت الدول بجمع أكبر قدر من الدولارات في خزائنها على أمل تحويل قيمتها إلى الذهب في أي وقت
واستمر الوضع على هذا الحال زمنًا حتى خرج الرئيس نيكسون في السبيعينات على العالم فجأة في مشهد لا يتصوره أحد حتى في أفلام الخيال العلمي ليصدم كل سكان الكرة الأرضية جميعًا بأن الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب🤣😂
وليكتشف العالم أن الولايات المتحدة كانت تطبع الدولارات بعيدًا عن وجود غطاء من الذهب وانها اشترت ثروات الشعوب وامتلكت ثروات العالم بحفنة أوراق خضراء لاتساوي قيمتها الا ثمن تكلفة صناعة هذه الورقة ولا غطاء ذهبي لها. كأننا فى الكاميرا الخفية 🤣😂 اي أنه حقا خازوق دخل في جسد كل دولة على الأرض
أي أن الدولارات ببساطة عبارة عن أوراق تطبعها الماكينات الأمريكية ثم تحدد قيمة الورقة بالرقم الذي ستكتبه عليها فهي ١٠ أو ١٠٠ أو ٥٠٠ دولار وترميها في السوق المجنوننعم اعلنها بكل حمق وغرور وشيطنة
أعلن نيكسون حينها أن الدولار سيُعوَّمُ أي ينزل في السوق تحت المضاربة، وسعر صرفه سيحدده العرض والطلب بدعوى أن الدولار قوي بسمعة أمريكا واقتصادها، وكأن هذه القوة الاقتصادية ليست قوة مستمدة من تلك الخدعة الكبرى التي استغفل بها العالم
فلم تتمكن أي دولة من الاعتراض أو إعلان رفض هذا النظام النقدي الجديد لأن هذا الاعتراض سيعني حينها أن كل ما في خزينة هذه الدول من مليارات الدولارات وفي بنوكها سيصبح ورقًا بلا قيمة وهي نتيجة أكثر من كارثية مما أعلنه نيكسون على جميع دول العالم 🤣😂
سُميّت هذه الحادثة الكبيرة عالميًا صدمة نيكسون (Nixon shock) ويكفيك أن تكتب (Nixon shock) في محركات البحث لتكتشف انها حادثة كتب عنها آلاف الصفحات والتحليلات و الدراسات ولكنها مغيبة عن الشعوب
حينها ذهب الثعلب الأمريكي هنري كيسنجر إلى السعودية وطلب منهم أن من يريد أن يشتري النفط منكم يشتريه بالدولار وهذا ما فعلته السعودية
نيكسون قال حينها كلمته الشهيرة :
يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها، ويجب ان يلعبوها كما صممناها
ومعناها أن العالم ضائع وتائه ومذعن للخازووق الذي اطعمتهم إياه أمريكا
ولا زال هذا النظام قائمًا حتى اليوم.
أمريكا تطبع ما تشاء من الورق وتشتري به بضائع جميع الشعوب
يعني سرقة حرفيا ببساطة انا اخذ قمحك وتفاحك وطعامك واعطيك ورقة فارغة حرفيا.
لذلك قال بوتين : (أمريكا تسرق العالم)..
امريكا منذ انهيار القطبية الثنائية عام 1990 أعلنت انها تدير العالم منفردا وانه حان الوقت لهندسة سياسية وجيو -استراتيجية ظنا ان لا قطب سياسي او عسكري سيكون منافسا لها ، وظنا ان روسيا التي كانت تعاني من حزمة كبيرة من الاشكالات والاضطرابات في عهد يلتسن لن تقوى على الخروج منها . لكن الواقع المعاش اظهر قدرة روسيا في الخروج من تلك الازمات وبروز نزعة وطنية وقومية إعادة البناء سريعا للدولة وتفعيل مؤسساتها الرسمية خاصة المؤسسة العسكرية والأمنية والاستخباراتية واصبح لها حضور في اكثر من مكان ضمن مختلف دوائر الصراع إقليميا ودوليا بل ومنافسة لأمريكا أحيانا كما هو الحال في سوريا وازمات الشرق الأوسط ناهيك عن أزمات في دول اسيا الوسطى وتصاعد حضورها الدولي بالتنسيق مع الصين ودول إقليمية أخرى .
في هذا السياق ذهبت أمريكا لتدق طبول الحرب ضد روسيا . فهي تحرض اوكرانيا وترسل لها السلاح وتحرض اوروبا حيث تضخم بمخاطر روسيا عليها وتحرض حلف الناتو لتجديده بعد ان اصبح دون هدف او فاعلية منذ عام 1990 حيث انهيار حلف وارسو ، فالتحديات العظيمة التي كانت مرتبطة بحلف وارسوا اختفت مع انهيار المنظومة الاشتراكية السابقة .. والكثير من النخب السياسية والثقافية الأوربية لا ترى أي مبرر واقعي لاستمرار حلف الناتو بل تراه استنزاف الاقتصاد الاوربي الذي يجب ان يتوجه نحو أولويات داخلية في الداخل والتنمية الداخلية ..لكن ..امريكا الشيطان الاكبر لا تقبل وجود اقطاب جديدة منافسة لها خاصة وانها قد اعلنت أن يكون القرن الحادي والعشرين قرنا أمريكيا .
فلن يكون مسموح للاتحاد الاوربي ان يكون قوة واحدة في خدمة اهداف اوربية ويجب ان يكون سلة امريكية او خادم امريكي ترسله في طلب الناس او اخاقة الجيران او حتى اشراكه في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل , و اكبر دليل اليوم الحرب الاوكرانية الروسية
الحرب الاوكرانية الروسية
هذا موضوع شيق جدا سوف يكون موضوعنا المقبل في المقالة التالية التي سوف تجدها في مساحة وعي